فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِيهَا فَٰكِهَةٞ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ} (11)

{ فيها فاكهة } أي : كل ما يتفكه به الإنسان من أنواع الثمار والجملة حال مقدرة ، والأحسن أن يكون الجار والمجرور هو الحال ، وفاكهة رفعت بالفاعلية ، ونكرت ، لأن الانتفاع بها دون الانتفاع بما ذكر بعدها ، فهو من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى ، ثم أفرد النخل بالذكر لشرفه ، ومزيد فائدته على سائر الفواكه ، فقال :

{ والنخل } المعهود { ذات الأكمام } جمع كم بالكسر ، وهو وعاء الثمر قال الجوهري : والكم بالكسر والكمامة وعاء الطلع ، وغطاء النور والجمع كمام ، وأكمة وأكمام وأكاميم ، والكم ما ستر الشيء ، ومنه كم القميص بالضم والجمع كمام وكمة والكمة القلنسوة المدورة لأنها تغطي الرأس ، قال الحسن : ذات الأكمام أي : ذات الليف ، فإن النخلة تكم بالليف ، وكمامها ليفها الذي في أعناقها وسعفها وكفرها ، وكله منتفع به كما ينتفع بالمكموم من تمره وجماره وجذوعه ، وقال ابن زيد : ذات الطلع قبل أن يتفتق ، وقال عكرمة : ذات الأحمال ، وقال ابن عباس : أوعية الطلع .