المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلّٞ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ} (48)

واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكلهم من الأخيار .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلّٞ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ} (48)

أي : واذكر هؤلاء الأنبياء بأحسن الذكر ، وأثن عليهم أحسن الثناء ، فإن كلا منهم من الأخيار الذين اختارهم اللّه من الخلق ، واختار لهم أكمل الأحوال ، من الأعمال ، والأخلاق ، والصفات الحميدة ، والخصال السديدة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلّٞ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ} (48)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

... اختارهم الله عز وجل للنبوة، فاصبر يا محمد على الأذى كما صبر هؤلاء الستة على البلاء.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمد إسماعيل واليسع وذا الكِفل، وما أبلْوا في طاعة الله، فتأسّ بهم، واسلك منهاجَهم في الصبر على ما نالك في الله، والنفاذ لبلاغ رسالته. وقد بيّنا قبل من أخبار إسماعيل واليسع وذا الكفل فيما مضى من كتابنا هذا ما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. والكِفْل في كلامِ العرب: الحظّ والجَدّ.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يحتمل قوله عز وجل {واذكر} وجوها على ما ذكرنا:

الثاني: اذكر حسن معاملة هؤلاء ربهم وحسن سيرتهم في ما بين الخلق لتعامل أنت ربك مثل معاملتهم ومثل سيرتهم.

والثالث: اذكر هؤلاء ومن ذكر، أي أثن عليهم بحسن الثناء، واذكرهم بخير ما أثنى عليهم الله عز وجل، وأمر الناس أن يثنوا عليهم على ما تقدم ذكره؛ ليكونوا أبدا أحياء بحسن الثناء والذكر.

والرابع: اذكر هؤلاء أن كيف عاملهم الله واختارهم لرسالته، وما ذكر الله.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما أتم الأمر بذكر الخليل وابنه عليهما السلام، الذي لم يخرج من كنفه قط، ونافلته المبشر به للتأسي بهم في صبرهم على الدين وإن خالفهم من خالفهم، أتبعه ولده الذي أمر بالتجرد عنه: مرة بالإسكان عند البيت الحرام ليصير أصلاً برأسه في أشرف البقاع، ومرة بالأمر بذبحه في تلك المشاعر الكرام، فصار ما أضيف إليه من الأحوال والأفعال من المناسك العظام عليه الصلاة والسلام، وأفرده بالذكر دلالة على أنه أصل عظيم برأسه من أصول الأئمة الأعلام، فقال:

{واذكر إسماعيل} أي أباك وما صبر عليه من البلاء بالغربة والانفراد والوحدة والإشراف على الموت في الله غير مرة، وما صار إليه بعد ذلك البلاء من الفرج والرئاسة والذكر في هذه البلدة.

{واليسع} أي الذي استخلفه إلياس عليه السلام على بني إسرائيل فجمعهم الله عليه بعد ذلك الخلاف الشديد الذي كان منهم لإلياس عليه السلام.

{وذا الكفل} أي النصيب العظيم بالوفاء بما يكفله من كل أمر عليّ، وعمل صالح زكي.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

فُصل ذكر إسماعيل عن عدّه مع أبيه إبراهيم وأخيه إسحاق؛ لأن إسماعيل كان جد الأمة العربية، أي معظمِها فإنه أبو العدنانيين، وجدّ للأم لمعظم القحطانيين؛ لأن زوج إسماعيل جُرْهُميّة فلذلك قطع عن عطفه على ذكر إبراهيم وعاد الكلام إليه هنا، وأمّا قرنه ذِكرَه بذكر اليسَع وذي الكفل، بعطف اسميهما على اسمه فوجهه دقيق في البلاغة، وليس يكفي في توجيهه ما تضمنه قوله: {وكُلٌّ مِنَ الأخيارِ}؛ لأن التماثل في الخيريّة والاصطفاء ثابت لجميع الأنبياء والمرسلين، فلا يكون ذكرُهما بعد ذكر إسماعيل أولى من ذكر غيرهما من ذوي الخيرية الذين شملهم لفظ الأخيار والاصطفاء، فإن شرط قبول العطف بالواو أن يكون بين المعطوف والمعطوف عليه جامع عقلي أو وهمي أو خيالي كما قال في « المفتاح» فبنا أن نطلب الدقيقة التي حسّنت في هذه الآية عطف اليسع وذي الكفل على إسماعيل؟

فأما عطف اليسع على إسماعيل؛ فلأن اليسع كان مقامه في بني إسرائيل كمقام إسماعيل في بني إبراهيم؛ لأن اليسع كان بمنزلة الابن للرسول إلياس (إيليا) وكان إلياس يدافع ملوك يهوذا وملوكَ إسرائيل عن عبادة الأصنام، وكان اليسع في إعانته كما كان إسماعيل في إعانة إبراهيم...

وأما عطف ذي الكفل على إسماعيل فلأنه مماثل لإسماعيل في صفة الصبر قال الله تعالى في سورة الأنبياء (85) {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين}.