فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلّٞ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ} (48)

{ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ } قيل وجه ذكره مفردا بعد ذكر أبيه وأخيه وابن أخيه للإشعار بأنه عريق في الصبر الذي هو المقصود بالتذكير هنا .

{ وَالْيَسَعَ } هو ابن أخطوب بن العجوز استخلفه إلياس على بني إسرائيل ثم استنبئ .

{ وَذَا الْكِفْلِ } اختلف في نبوته ولقبه ، هو ابن عم اليسع أو هو بشر بن أيوب بعثه الله بعد أبيه ، وسماه ذا الكفل وكان مقيما بالشام حتى مات ، وعمره خمس وسبعون سنة ، وقد تقدم ذكر اليسع . والكلام فيه في الأنعام ، وتقدم ذكر ذي الكفل والكلام فيه في سورة الأنبياء ، والمراد من ذكر هؤلاء أنهم من جملة من صبر من الأنبياء وتحمل الشدائد في دين الله ، أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يذكرهم ليسلك مسلكهم في الصبر .

{ وَكُلٌّ } أي كل المتقدمين من داود إلى هنا { مِنَ الْأَخْيَارِ } الذين اختارهم الله سبحانه لنبوته واصطفاهم من خلقه .