قوله تعالى : { وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ } : يحتمل قوله عز وجل { واذكر } وجوها على ما ذكرنا :
أحدها : اذكر صبر هؤلاء على ما لقوا من قومهم ، فتستعين أنت على الصبر بما تلقى من قومك .
والثاني : اذكر حسن معاملة هؤلاء ربهم وحسن سيرتهم في ما بين الخلق لتعامل أنت ربك مثل معاملتهم ومثل سيرتهم .
والثالث : اذكر هؤلاء ومن ذكر ، أي أثن عليهم بحسن الثناء ، واذكرهم بخير ما أثنى عليهم الله عز وجل وأمر الناس أن يثنوا عليهم على ما تقدم ذكره ليكونوا أبدا أحياء بحسن الثناء والذكر .
والرابع : اذكر هؤلاء أن كيف عاملهم الله ، واختارهم لرسالته ، وما ذكر الله ، والله أعلم .
ثم قوله عز وجل : { واليسع } قال بعضهم : هو إلياس ، وقال بعضهم : هو غيره ، وكان ابن عم إلياس ، والله أعلم { وذا الكفل } اختلف فيه أيضا : قال بعضهم : كان إلياس في أربع مئة نبي عليهم السلام في زمن ملك ، فقتل الملك ثلاث مئة منهم . فكفل رجل إلياس في مئة نبي ، فكفلهم ، وخبأهم عنده يطمعهم ، ويسقيهم ، حتى خرجوا من عنده . وكان الكفل بمنزلة من الملك . فلذلك سمي ذا الكفل ، لأنه خبأهم ، وكفلهم ، والله أعلم .
وقال بعضهم : سمي ذا الكفل لأنه كفل لله عز وجل ووفى الله به ، فسمي ذا الكفل .
وقال أبو موسى الأشعري : إن ذا الكفل لم يكن نبيا ، ولكن كان رجلا صالحا ، تكفل بعمل رجل صالح عند موته ، كان يصلي لله عز وجل كل يوم مئة صلاة ، فأحسن الله عليه الثناء في كفالته .
وقال بعضهم : إن نبيا من الأنبياء قال لقومه : أيكم يتكفل بتبليغ ما بعثت أنا إلى الناس بعدي لأضمن له الجنة والدرجة العليا ؟ فقال شاب : أنا أكفل التبليغ على ذلك ، ووفى ما كفل ، فسمي ذا الكفل لذلك ، والله أعلم .
وليس لنا معرفة ذلك حاجة أنه لماذا ؟ وأن اليسع كان فلانا سوى أن يعرفهم أنهم من الأخيار على ما ذكر الله عز وجل والله أعلم .
وبعد فإن معرفة أخبار الآحاد توجب علم العمل ، ولا توجب علم الشهادة ، وليس ههنا سوى الشهادة على الله ، والترك أولى . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.