الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلّٞ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ} (48)

ثم قال تعالى ذكره : { واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار } أي : أذكرهم يا محمد وما أبلوا فيه من طاعة الله عز وجل فَتَأَسَّ بهم ، وأسلك منهاجهم في الصبر على ما نالك في الله جل ذكره .

وسمي ذو الكفل بذلك ، لأنه تكفل بعمل رجل صالح يقال ، إن ذلك الرجل كان يصلي في كل يوم مائة صلاة ، فتوفي ، فتكفل ذو الكفل بعمله{[58464]} .

وقيل : إنه تكفل بأمر أنبياء من أنبياء الله عز وجل فخلصهم من القتل فسمي ذا الكفل{[58465]} . والكفل في كلام العرب : الحَظُّ والنصيب .

وقيل : تكفل لبعض الملوك بالجنة فكتب له كتابا بذلك{[58466]} وقيل : لم يكن نبيا{[58467]} وقوله { وكل من الأخيار } ، أي : كل هؤلاء من الأخيار المذكورين .


[58464]:نظر: معاني الزجاج 4/337، وجامع القرطبي 11/328، وتفسير غريب القرآن 61.
[58465]:انظر: تفسير مجاهد 2/552، ومعاني الزجاج 4/337.
[58466]:انظر: جامع القرطبي 11/328.
[58467]:قاله مجاهد انظر: تفسير مجاهد 2/552 وجامع القرطبي 11/328.