فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلّٞ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ} (48)

{ واذكر إسماعيل } قيل وجه إفراده بالذكر بعد ذكر أبيه ، وأخيه ، وابن أخيه ؛ للإشعار بأنه عريق في الصبر الذي هو المقصود بالتذكير هنا { واليسع وَذَا الكفل } قد تقدّم ذكر اليسع ، والكلام فيه في الأنعام ، وتقدَّم ذكر ذا الكفل ، والكلام فيه في سورة الأنبياء ، والمراد من ذكر هؤلاء : أنهم من جملة من صبر من الأنبياء ، وتحملوا الشدائد في دين الله . أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يذكرهم ؛ ليسلك مسلكهم في الصبر { وَكُلٌّ مّنَ الأخيار } يعني : الذين اختارهم الله لنبوّته ، واصطفاهم من خلقه .