معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِۖ وَكُلّٞ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ} (48)

وقوله : { وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالليَسَعَ } : قرأه أصحاب عبد الله بالتشديد . وقرأه العوامّ { الْيَسَعَ } بالتخفيف . والأوَّل أشبه بالصَّواب وبأسماء الأنبياء من بنى إسرائيل . حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدَّثني محمد بن عبد العزيز التَيْمِيّ عن مُغيرة عن إبراهيم أنه قرأ ( واللَّيْسَع ) بالتشديد . وأما قولهم { والْيَسَع } فإن العرب لا تُدخل على يفعَل إذا كان في مَعْنى فلانٍ ألِفاً ولاما . يقولونَ : هَذا يَسَع ، وهذا يَعْمر ، وهذا يزيد . فهكذا الفصيح من الكلام . وقد أنشدني بعضهم :

وجدنا الوليد بن اليزيد مباركاً *** شديداً بأَحناء الخِلاَفة كَاهلُهْ

فلما ذَكَر الوليد في أول الكلمة بالألِف واللام أَتبعه يزيد بالألف واللام وكلّ صواب .

وقوله { وَذَا الْكِفْلِ } يقال إنه سُمّي ذا الكفل أن مائة من بنى إسرائيل انفلتوا من القتل فآواهم وَكَفَلَهُمْ . ويقال : إنه كَفَل لله بشيء فوفي به . والكِفْل في كلام العرب : الجَدّ والحَظّ فلو مُدح بذلك كان وَجها على غير المذهبين الأوّلين .