المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

7 - فإذا تحيَّر البصر فزعاً ودهشاً ، وذهب ضوء القمر ، وقرن بين الشمس والقمر في الطلوع من المغرب ، يقول الإنسان يومئذٍ : أين الفرار من العذاب ؟ ! .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

{ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } وهما لم يجتمعا منذ خلقهما الله تعالى ، فيجمع الله بينهما يوم القيامة ، ويخسف القمر ، وتكور الشمس ، ثم يقذفان في النار ، ليرى العباد أنهما عبدان مسخران ، وليرى من عبدهما أنهم كانوا كاذبين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

ومن ثم كان الجواب على التهكم بيوم القيامة واستبعاد موعدها ، سريعا خاطفا حاسما ، ليس فيه تريث ولا إبطاء حتى في إيقاع النظم ، وجرس الألفاظ . وكان مشهدا من مشاهد القيامة تشترك فيه الحواس والمشاعر الإنسانية ، والمشاهد الكونية :

( فإذا برق البصر . وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر . يقول الإنسان يومئذ أين المفر ? ) .

فالبصر يخطف ويتقلب سريعا سريعا تقلب البرق وخطفه . والقمر يخسف ويطمس نوره . والشمس تقترن بالقمر بعد افتراق . ويختل نظامهما الفلكي المعهود ، حيث ينفرط ذلك النظام الكوني الدقيق . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

وقوله : وجُمِعَ الشّمْسُ والقَمَرُ يقول تعالى ذكره : وجمع بين الشمس والقمر في ذهاب الضوء ، فلا ضوء لواحد منهما وهي في قراءة عبد الله فيما ذُكر لي : «وجُمِعَ بَينَ الشّمْسِ والقَمَرِ » وقيل : إنهما يجمعان ثم يكوّران ، كما قال جلّ ثناؤه : إذا الشّمْسُ كُوّرَتْ وإنما قيل : وجُمِعَ الشّمْسُ والقَمَرُ لما ذكرت من أن معناه جمع بينهما . وكان بعض نحويي الكوفة يقول : إنما قيل : وجُمع على مذهب وجمع النوران ، كأنه قيل : وجمع الضياءان ، وهذا قول الكسائي . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وجُمِعَ الشّمْسُ والقَمَرُ قال : كُوّرا يوم القيامة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وجُمِعَ الشّمْسُ والقَمَرُ قال : جُمعا فرُمي بهما في الأرض . وقوله : إذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ قال : كوّرت في الأرض والقمر معها .

قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي شيبة الكوفيّ ، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنه تلا هذه الاَية يوما : وجُمِعَ الشّمْسُ والقَمَرُ قال : يجمعان يوم القيامة ، ثم يقذفان في البحر ، فيكون نار الله الكبرى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

ومعنى جَمْع الشمس والقمر : التصاقُ القمر بالشمس فتلتهمه الشمس لأن القمر منفصل من الأرض التي هي من الأجرام الدائرة حول الشمس كالكواكب ويكون ذلك بسبب اختلال الجاذبية التي وضع الله عليها النظام الشمسي .

و { إذا برق البصر } ظَرف متعلق ب { يقول الإِنسان } ، وإنما قدم على عامله للاهتمام بالظرف لأنه المقصود من سياق مجاوبة قوله : { يسأل أيّان يوم القيامة } [ القيامة : 6 ] .

وطُوي التصريح بأن ذلك حلول يوم القيامة اكتفاء بذكر ما يدل عليه وهو قولهم { أين المَفر } فكأنه قيل : حَلَّ يومُ القيامة وحضرت أهوالُه يقول الإنسان يومئذٍ ثم تأكَّدَ بقوله { إلى ربك يومئذٍ المستقر } .