الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ} (9)

قوله : { وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } : لم تَلْحَقْ علامةُ تأنيثٍ ؛ لأنَّ التأنيثَ مجازيٌّ . وقيل : لتغليبِ التذكيرِ . وفيه نظرٌ ؛ لو قلت : " قام هندٌ وزيدٌ " لم يَجُزْ عند الجمهورِ من العربِ . وقال الكسائيُّ : " حُمِل على معنى : جُمِعَ " النَّيِّران " . و " يقولُ الإِنسانُ " جوابٌ " إذا " مِنْ قولِه : { فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ } . و " أينَ المفرُّ " منصوبُ المحلِّ بالقولِ : والمَفَرُّ : مصدرٌ بمعنى الفِرار . وهذه هي القراءةُ المشهورة .

وقرأ الحَسَنان ابنا علي رضي الله عنهم وابنُ عباس والحسن ابن زيد في آخرين بفتح الميمِ وكسرِ الفاءِ ، وهو اسمُ مكانِ الفرارِ أي : أين مكانُ الفِرار ؟ وجَوَّزَ الزمخشريُّ أَنْ يكونَ مصدراً . قال : " كالمَرْجِعِ . وقرأ الحسنُ عكسَ هذا أي : بكسرِ الميمِ وفَتْحِ الفاءِ ، وهو الرجلُ الكثيرُ الفِرارِ ، وهذا كقولِ امرىءِ القَيْسِ يَصِف جَوادَه :

مِكَّرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معاً *** كجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السيلُ مِنْ عَلِ

وأكثرُ استعمالِ هذا الوزنِ في الآلاتِ .