المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

38- أقسم : لقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما من الخلائق في ستة أيام ، وما أصابنا أي إعياء{[207]} .


[207]:يراجع في شأن معنى الأيام التعليق العلمي على الآيات من رقم 9 ـ 12 من سورة فصلت.
 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

{ 38-40 } { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ }

وهذا إخبار منه تعالى عن قدرته العظيمة ، ومشيئته النافذة ، التي أوجد بها أعظم المخلوقات { السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أولها يوم الأحد ، وآخرها يوم الجمعة ، من غير تعب ، ولا نصب ، ولا لغوب ، ولا إعياء ، فالذي أوجدها -على كبرها وعظمتها- قادر على إحياء الموتى ، من باب أولى وأحرى .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَمَا مَسّنَا مِن لّغُوبٍ } .

يقول تعالى ذكره : ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من الخلائق في ستة أيام ، وما مسّنا من إعياء . كما :

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن أبي بكر ، قال : جاءت اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة ؟ فقال : «خَلَقَ اللّهُ الأرْضَ يَوْمَ الأحَدِ وَالاِثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الجِبالَ يَوْمَ الثّلاثاءِ ، وَخَلَقَ المَدائِنَ والأَقْوَاتَ والأنهارَ وعُمْرانها وَخَرَابَها يَوْمَ الأرْبِعاءِ ، وَخَلَقَ السّمَوَاتِ وَالمَلائِكَةَ يَوْمَ الخَمِيس إلى ثَلاثِ ساعاتٍ ، يعْنِي مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ ، وَخَلَقَ فِي أوّلِ الثّلاثِ السّاعاتِ الاَجالَ ، وفي الثّانِيَةِ الاَفَة ، وفي الثّالِثَةِ آدَمَ ، قالوا : صدقت إن أتممت ، فعرف النبيّ صلى الله عليه وسلم ما يريدون ، فغضب ، فأنزل الله وَما مَسّنا مِنْ لُغُوب فاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ » .

قال : ثنا مهران ، عن سفيان وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ قال : من سآمة .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ يقول : من إزحاف .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس : وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ يقول : وما مسنا من نَصَب .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ قال : نصب .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَلَقَدْ خَلَقْنا السّمَوَاتِ والأرْضَ . . . الاَية ، أكذب الله اليهود والنصارى وأهل الفري على الله ، وذلك أنهم قالوا : إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، ثم استراح يوم السابع ، وذلك عندهم يوم السبت ، وهم يسمونه يوم الراحة .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : مِنْ لَغُوبٍ قالت اليهود : إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، ففرغ من الخلق يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ، فأكذبهم الله ، وقال : ما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : وَلَقَدْ خَلَقْنا السّمَوَاتِ والأرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتّةِ أيّامٍ كان مقدار كلّ ألف سنة مما تعدّون .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَما مَسّنا من لُغُوبٍ قال : لم يَمَسّنا في ذلك عناء ، ذلك اللغوب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ} (38)

وقوله تعالى : { ولقد خلقنا السماوات والأرض } الآية خبر مضمنه الرد على اليهود الذين قالوا إن الله خلق الأشياء كلها في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فنزلت : { وما مسنا من لغوب } واللغوب : الإعياء والنصب والسأم ، يقال لغب الرجل يلغب إذا أعيى{[10569]} .

وقرأ السلمي وطلحة : «لَغوب » بفتح اللام . وتظاهرت الأحاديث بأن خلق الأشياء كان يوم الأحد وفي كتاب مسلم وفي الدلائل لثابت حديث مضمنه : أن ذلك كان يوم السبت وعلى كل قول فأجمعوا على أن آدم خلق يوم الجمعة . فمن قال إن البداءة يوم السبت جعل خلق آدم كخلق بنيه لا يعد مع الجملة الأولى وجعل اليوم الذي كملت المخلوقات عنده يوم الجمعة .


[10569]:في اللسان: لغب يلغب-بفتح الغين في الماضي وضمها في المضارع، ولغب-بكسر الغين- لغة ضعيفة.