وقوله : فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ هَا هُنا حَمِيمٌ يقول جلّ ثناؤه : فليس له اليوم وذلك يوم القيامة ها هنا ، يعني في الدار الاَخرة حميم ، يعني قريب يدفع عنه ، ويغيثه مما هو فيه من البلاء ، كما :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ ها هُنا حَمِيمٌ القريب في كلام العرب ولا طَعامٌ إلا مَنْ غِسْلِينٍ يقول جلّ ثناؤه : ولا له طعام كما كان لا يحضّ في الدنيا على طعام المسكين ، إلا طعام من غسلين ، وذلك ما يسيل من صديد أهل النار .
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : كلّ جرح غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين ، فعلين من الغسل من الجراح والدّبر ، وزيد فيه الياء والنون بمنزلة عفرين . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وَلا طَعامٌ إلاّ مِنْ غِسْلِينٍ صديد أهل النار .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله وَلا طَعامٌ إلاّ مِنْ غِسْلِينٍ قال : ما يخرج من لحومهم .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَلا طَعامٌ إلاّ مِنْ غِسْلِينٍ شرّ الطعام وأخبثه وأبشعه .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَلا طَعامٌ إلاّ مِنْ غِسلِينٍ قال : الغسلين والزقوم لا يعلم أحد ما هو .
ونفى أن يكون له طعام { إلا من غسلين } ، وقال محمد بن المستنير : «الحميم » الماء السخن ، فكأنه تعالى أخبر أن الكافر ليس له ماء ولا شيء مائع { ولا طعام إلا من غسلين } ، و «الغسلين » فيما قال اللغويون : ما يجري من الجراح إذا غسلت ، وقال ابن عباس : هو صديد أهل النار . وقال قتادة وابن زيد : الغسلين والزقوم أخبث شيء وأبشعه ، وقال الضحاك والربيع : هو شجر يأكله أهل النار ، وقال بعض المفسرين : هو شيء من ضريع النار ، لأن الله تعالى قد أخبر أنهم ليس لهم طعام { إلا من غسلين } ، وقال في أخرى :
{ من ضريع }{[11298]} [ الغاشية : 6 ] فهما شيء واحد أو اثنان متداخلان ، ويحتمل أن يكون الإخبار هنا عن طائفة وهناك عن طائفة ، ويكون الغسلين والضريع متباينين على ما يفهم منهما في لسان العرب وخبر ليس في به ، قال المهدوي : ولا يصح أن يكون هاهنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.