فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ} (36)

{ وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } أي وليس له طعام يأكله إلاّ من صديد أهل النار ، وما ينغسل من أبدانهم من القيح والصديد ، وغسلين فعلين من الغسل . وقال الضحاك والربيع بن أنس : هو شجر يأكله أهل النار . وقال قتادة : هو شرّ الطعام . وقال ابن زيد : لا يعلم ما هو ولا ما الزقوم إلاّ الله تعالى . وقال سبحانه في موضع آخر { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } [ الغاشية : 6 ] ، فيجوز أن يكون الضريع هو الغسلين . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، والمعنى فليس له اليوم هاهنا حميم إلاّ من غسلين على أن الحميم هو الماء الحار . { وَلاَ طَعَامٌ } أي ليس لهم طعام يأكلونه ، ولا ملجئ لهذا التقديم والتأخير .

/خ52