والظرف فى قوله - سبحانه - : { إِذِ انبعث أَشْقَاهَا } متعلق بقوله { طغواها } ، لأن وقت انبعاث أشقاهم لقتل الناقة . هو أشد أوقات طغيانهم وفجورهم .
وفعل " انبعث " مطاوع بعث ، تقول : بعثته فانبعث ، كما تقول : كسرته فانكسر . ويصح أن يكون متعلقا بقوله : { كذبت } .
وقوله { أَشْقَاهَا } أى : أشقى تلك القبيلة ، وهو قُدَار - بزنة غراب - بن سالف ، الذى يضرب به المثل فى الشؤم ، فيقال : فلان أشأم من قدار .
أى : كذبت ثمود نبيها ، بسبب طغيانها ، وقت أن أسرع أشقى تلك القبيلة ، وهو قدار بن سالف ، لعقر الناقة التى نهاهم نبيهم عن مسها بسوء .
وعبر - سبحانه - بقوله : { انبعث } للإِشعار بأنه قام مسرعا عندما أرسله قومه لقتل الناقة ، ولم يتردد فى ذلك لشدة كفره وجحوده .
{ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا } أي : أشقى القبيلة ، هو قُدَار بن سالف عاقرُ الناقة ، وهو أحيمر ثمود ، وهو الذي قال تعالى : { فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ } [ القمر : 29 ] . وكان هذا الرجل عزيزًا فيهم ، شريفًا في قومه ، نسيبًا رئيسًا مطاعًا ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا ابن نمير ، حدثنا هشام ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زَمْعَةَ قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الناقة ، وذكر الذي عقرها ، فقال : " { إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا } انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه ، مثل أبي زمعة " .
ورواه البخاري في التفسير ، ومسلم في صفة النار ، والترمذي والنسائي في التفسير من سننهما{[30144]} وكذا ابن جرير وابن أبي حاتم [ من طرق ]{[30145]} عن هشام بن عروة ، به{[30146]} .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زُرْعَة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا عيسى بن يونس ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثني يزيد بن محمد بن خُثَيم{[30147]} عن محمد بن كعب القرظي ، عن محمد بن خُثَيم{[30148]} أبي يزيد عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " ألا أحدثك بأشقى الناس ؟ " . قال : بلى : قال : " رجلان ؛ أحيمر ثمود الذي عَقَر الناقة ، والذي يضربك يا عليّ عَلَى هذا - يعني قَرنه - حتى تبتل منه هذه " يعني : لحيته{[30149]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.