الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا} (12)

ثم قال تعالى : ( إذ ابعث أشقاها ) .

أي : إذ ثار {[76099]} أشقى ثمود وهو قادر بن سالف {[76100]} .

وحكى الفراء أن ( أشقاها ) [ لاثنينِ ] {[76101]} ، قدار {[76102]} وآخر {[76103]} ، وشبهه يقول ( الشاعر ) {[76104]} .

ألا بكر " الناعي " {[76105]} [ بخير ] {[76106]} بني أسد*** بعمرو {[76107]} بن مسعود وبالسيد الصمد

فقال " بخير " {[76108]} ، ثم أتى باثنين ، وشبهه ( بقولهم ) {[76109]} : هذان أفضل الناس ، وهذا خير الناس {[76110]} .

وفي هذا بعد/ لأن ظاهر الخطاب لا يخرج على حده إلا بدليل ، ولا دليل في الآية ( يدل ) {[76111]} على أنهما {[76112]} اثنان .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خبر صالح وناقته : " انتدب لها رجل " {[76113]} ولم يقل : رجلان .

وقال في خطبة ( له ) {[76114]} إذا {[76115]} ذكر الناقة والذي عقرها- قال {[76116]} ( إذ انبعث أشقاها ) انبعث لها رجل عزيز عارم {[76117]} ممنع {[76118]} في رهطه مثل أبي زمعة {[76119]} .

قال قتادة : " إذا {[76120]} انبعث أشقاها " احيمر {[76121]} ثمود " {[76122]} .


[76099]:اختلطت في متن أ. غير أن ما بقي منها واضحاً يشير إلى أنها كما أثبت. غير أن الناسخ كتب في الهامش: رجل.
[76100]:انظر جامع البيان 30/214 وتفسير ابن كثير 4/552.
[76101]:م: الاثنين.
[76102]:ث: قرار.
[76103]:هو ابن ندهر في معاني الفراء 3/268.
[76104]:ساقط من أ.
[76105]:ث: المناعي.
[76106]:م: بخير. وفي معاني الفراء 3/268: بخيري. والشاعر هو نادبة بني أسد في الأغاني 19/88.
[76107]:أ، ث: لعمر.
[76108]:أ: بحيبر.
[76109]:ساقط من ث.
[76110]:انظر معاني الفراء 3/268.
[76111]:ساقط من ث.
[76112]:ث: أنها.
[76113]:أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحا) [الأعراف: 72]، ح: 3377 عن عبد الله بن زمعة قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الذي عقر الناقة- قال: انتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قومه كأبي زمعة" وانظر الفتح 6/378.
[76114]:ساقط من أ.
[76115]:أ، ث: إذا.
[76116]:أ: فقال.
[76117]:أ: عازم. والعارم أي الخبيث الشرير، وقد عرم بالضم والفتح والكسر، والعرام الشدة والقوة والشراسة. النهاية لابن الاثير 3/223.
[76118]:أ: ممتنع. وفي صحيح البخاري: منيع. وكذا في جامع البيان 30/214.
[76119]:أو زمعة هو الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى، أحد المستهزئين، دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فعمي بصره، ومات بمكة على كفره، وقتل ابنه زمعة يوم بدر كافراً أيضاً. وانظر المحبر: 159 والفتح 8/706. وأما الحديث، فقد أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة "والشمس وضحاها" ح: 4942 باختلاف يسير في اللفظ وانظر جامع البيان 30/214 وتفسير ابن كثير 4/552.
[76120]:ساقط من أ.
[76121]:ث: احيمن. أ: أحيها.
[76122]:جامع البيان 30/214.