مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشۡقَىٰهَا} (12)

قوله تعالى : { إذ انبعث أشقاها } انبعث مطاوع بعث يقال : بعثت فلانا على الأمر فانبعث له ، والمعنى أنه كذبت ثمود بسبب طغيانهم حين انبعث أشقاها وهو عاقر الناقة وفيه قولان : ( أحدهما ) أنه شخص معين واسمه قدار بن سالف ويضرب به المثل يقال : أشأم من قدار ، وهو أشقى الأولين بفتوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والثاني ) : يجوز أن يكونوا جماعة ، وإنما جاء على لفظ الوحدان لتسويتك في أفعل التفضيل إذا أضفته بين الواحد والجمع والمذكر والمؤنث تقول : هذان أفضل الناس وهؤلاء أفضلهم ، وهذا يتأكد بقوله : { فكذبوه فعقروها } وكان يجوز أن يقال أشقوها كما يقال أفاضلهم .