ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بالإِشارة إلى الحكمة من البعث والجزاء ، وببيان جانب من مظاهر قدرته فقال : { أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى } .
والاستفهام للإِنكار كما قال فى قوله - تعالى - قبل ذلك : { أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } و " سُدَى " - بضم السين مع القصر - بمعنى مهمل . يقال : إبل سُدًى ، أى : مهملة ليس لها راع يحميها . . وهو حال من فاعل " يترك " .
أى : أيظن هذا الإِنسان الذى أنكر البعث والجزاء ، أن نتركه هكذا مهملا ، فلا نجازيه على أعماله التى عملها فى الدنيا ؟ إن كان يحسب ذلك هفو فى وهم وضلال ، لأن حكمتنا قد اقتضت أن نكرم المتقين ، وأن تعاقب المكذبين .
وقوله : أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى يقول تعالى ذكره : أيظنّ هذا الإنسان الكافر بالله أن يترك هملاً ، أن لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يتعبد بعبادة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس قوله : أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى يقول : هملاً .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : أيَحْسَبُ الإنْسانِ أنْ يُتْرَكَ سُدًى قال : لا يُؤمر ، ولا يُنْهى .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى قال : السديّ : الذي لا يفترض عليه عمل ولا يعمل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.