فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

{ أيحسب الإنسان أن يترك سدى } أي مهملا لا يؤمر ولا ينهى ولا يحاسب ولا يعاقب ولا يكلف في الدنيا ولا يبعث ولا يجازى ، وقال السدي معناه المهمل ومنه إبل سدى أي ترعى بلا راع ، وقيل المعنى أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبدا لا يبعث ، وهو يتضمن تكرير إنكاره للحشر ، والدلالة عليه من حيث أن الحكمة تقتضي الأمر بالمحاسن والنهي عن القبائح ، والتكليف لا يتحقق إلا بالمجازاة وهي قد لا تكون في الدنيا فتكون في الآخرة .