السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

{ أيحسب } أي : يجوّز لقلة عقله { الإنسان } أي : الذي هو عبد مربوب ضعيف عاجز محتاج بما يرى من نفسه وأبناء جنسه { أن يترك } أي : يكون تركه بالكلية { سدى } أي : هملاً لاغياً لا يكلف ولا يجازى ولا يعرض على الملك الأعظم الذي خلقه فيسأله عن شكره فيما أسدى إليه ، فإنّ ذلك مناف للحكمة فإنها تقتضي الأمر بالمحاسن والنهي عن المساوئ والجزاء على كل منهما ، وأكثر الظالمين والمظلومين يموتون من غير جزاء فاقتضت الحكمة أنه لا بدّ من البعث للجزاء .