اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

قوله : { أَيَحْسَبُ الإنسان } ، أي : أيظن ابن آدم «أن يترك سُدى » أي : أن يخلى مهملاً ، فلا يؤمر ولا ينهى . قاله ابن زيد ومجاهد{[58764]} .

وقيل : أن يترك في قبره أبداً كذلك لا يبعث ، و «سدى » حال من فاعل «يترك » ومعناه : مهملاً ، يقال : إبل سدى ، أي : مهملة .

وقال الشاعر : [ المتقارب ]

5016 - وأقْسِمُ باللَّهِ جَهْدَ اليَمِي*** نِ ما خلقَ اللَّهُ شَيْئاً سُدَى{[58765]}

أي : مهملاً ، وأسديت حاجتي ، أو ضيعتها ، ومعنى أسدى إليه معروفاً ، أي : جعله بمنزلة الضائع عند المسدى إليه لا يذكره ولا يمن به عليه .


[58764]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/159) والقرطبي (19/76).
[58765]:ينظر القرطبي 19/76، والبحر 8/374، والدر المصون 6/434.