المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ} (24)

24- كلوا واشربوا أكلاً وشرباً - لا مكروه فيهما ، ولا أذى منهما - بما قدمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ} (24)

ويقال لهم إكراما : { كُلُوا وَاشْرَبُوا } أي : من كل طعام لذيذ ، وشراب شهي ، { هَنِيئًا } أي : تاما كاملا من غير مكدر ولا منغص .

وذلك الجزاء حصل لكم { بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } من الأعمال الصالحة -وترك الأعمال السيئة{[1213]}-  من صلاة وصيام وصدقة وحج وإحسان إلى الخلق ، وذكر لله وإنابة إليه .

فالأعمال جعلها الله سببا لدخول الجنة ومادة لنعيمها وأصلا لسعادتها .


[1213]:- هكذا في المخطوطتين وقد جاءت جملة: (وترك الأعمال الشيئة) بين جملة (الأعمال الصالحة) وتفصيل تلك الأعمال فصار في الكلام نوع إيهام مما دفع إلى تأخير جملة: وترك. في الطبعات السابقة، وقد جعلت الكلام كما هو مع الإشارة إلى أنها جملة معترضة.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ} (24)

وجملة { كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي الأيام الخالية } مقول لقول محذوف .

أى : يقال لهؤلاء المؤمنين الصادقين ، الذين أعطوى كتابهم بأيمانهم كلوا أكلا طيبا ، واشربوا هنيئا مريئا بسبب ما قدمتموه فى دنياكم من إيمان بالله - تعالى - ومن عمل صالح خالص لوجهه - تعالى - .

قال الإِمام ابن كثير : أى : يقال لهم ذلك ، تفضلا عليهم ، وامتنانا وإنعاما وإحسانا ، وإلا فقد ثبت فى الصحيح ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اعملوا وسددوا وقاربوا ، واعملوا أن أحدا منكم لن يدخله عمله الجنة . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل " .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ} (24)

وقوله : وكُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئا بِمَا أسْلَفْتُمْ فِي الأيّام الخالِيَةِ يقول لهم ربهم جل ثناؤه : كلوا معشر من رضيت عنه ، فأدخلته جنتى من ثمارها ، وطيب ما فيها من الأطعمة ، واشربوا من أشْرِبتها ، هَنِيئا لَكُمْ لا تتأذون بما تأكلون ، ولا بما تشربون ، ولا تحتاجون من أكل ذلك إلى غائط ولا بول بِمَا أسْلَفْتُمْ فِي الأيّامِ الخالِيَةِ يقول : كلوا واشربوا هنيئا : جزاء من الله لكم ، وثوابا بما أسلفتم ، أو على ما أسلفتم : أي على ما قدّ متم في دنياكم لاَخرتكم من العمل بطاعة الله في الأيام الخالية ، يقول : في أيام الدنيا التي خلت فمضت . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنيئا بِمَا أسْلَفْتُمْ فِي الأيام الخالِيَة إن أيامكم هذه أيام خالية : هي أيام فانية ، تؤدي إلى أيام باقية ، فاعملوا في هذه الأيام ، وقدّموا فيها خيرا إن استطعتم ، ولا قوّة إلا بالله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : بِمَا أسلْفَتُمْ فِي الأيّام الخالِيَةِ قال : أيام الدنيا بما عملوا فيها .