غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ} (24)

1

{ كلوا } على إرادة القول و { هنيئاً } مصدر أو صفة كما مر في " الطور " جمع الخطاب في { كلوا } مع أنه وحد الضمير في قوله { أوتي } وغيره حملاً على لفظ من ثم على معناه . والغرض من هذا الأمر التوقير والعرض لا التكليف . ومن قال بالإباحة ليس بتكليف فلا إشكال . وقوله { بما أسلفتم } كقوله في " الطور " { بما كنتم تعملون } [ الآية :19 ] والإسلاف في اللغة تقديم ما ترجو أن يعود عليك بخير فهو كالافتراض ومنه يقال " أسلف في كذا " إذا قدم فيه ماله . والمعنى بسبب ما عملتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية . وعن مجاهد والكلبي : هي أيام الصيام فيكون الأكل والشرب في الجنة بدل الإمساك عنهما في الدنيا .

/خ52