اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ} (24)

{ كُلُواْ } ، أي : يقال لهم : كلوا واشربوا ، وهذا أمر امتنان ، لا أمرُ تكليف .

وقوله : «هنيئاً » قد تقدم في أول النساء وجوَّز الزمخشريُّ فيه هنا أن ينتصب نعتاً لمصدر محذوفٍ ، أي : «أكْلاً هنيئاً وشُرْباً هنيئاً » ، وأن ينتصب على المصدر بعامل من لفظه مقدر ، أي : «هَنِئْتُم بذلك هَنِيئاً » . و «الباء » في «بما أسْلفتُمْ » سببية ، و «ما » مصدرية أو اسمية ، ومعنى «هَنِيئاً » ، لا تكدير فيه ولا تنغيص ، «بما أسْلَفْتُم » قدمتم من الأعمال { فِي الأيام الخالية } ، أي : في الدنيا .

قالت المعتزلةُ : وهذا يدل على أنَّ العمل يوجبُ الثوابَ ، وأن الفعل للعبدِ ، وقال : «كُلُوا » بعد قوله : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ }