الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ} (24)

- ثم قال تعالى : ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الايام الخالية )[ 24 ] .

أي : كلوان ثمرات {[70095]} الجنات غير مُكدَّر {[70096]} ولا منقص {[70097]} عليكم بما تقدم ( لكم ) {[70098]} من الأعمال الصالحات في الأيام الماضية في الدنيا لأخراكم {[70099]} . قال قتادة : هذه هي الأيام الخالية فانية {[70100]} تؤدي إلى أيم باقية ، فاعملوا في هذه الأيام وقدموا فيها خيرا إن استطعتم ، ولا قوة إل بالله {[70101]} . ويقال : من عمل في الزمان الذي لا بقاء فيه أوصله إلى نعيم الزمان الذي لا زوال له .

ويقال : إنه الصيام في أيام الدنيا {[70102]} . روي أنه يوضع يوم القيامة للصوام في الدنيا مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب ، فيقولون يا رب : نحن في الحساب وهؤلاء يأكلون ؟ فيقول : إنهم طالما صاموا في الدنيا وأكلتم ، وقاموا {[70103]} ونمتم .


[70095]:- أ: ثمار.
[70096]:-ث: مكرر.
[70097]:-لعل الأنسب:" ولا منغص".
[70098]:-ساقط من أ.
[70099]:- انظر جامع البيان 29/61.
[70100]:-أ: هذه أيام فانيه.
[70101]:- انظر جامع البيان 29/61, والدر8/272.
[70102]:- هو قول ابن جبير ووكيع وعبد العزيز بن رفيع في المحرر 16/101 والبحر8/325, وحكاه عن مجاهد أيضا. وانظر قول عبد العزيز في المكتفى لأبي عمرو 585, وفي تفسير الرازي 30/113 هو قول الكلبي.
[70103]:- أ: وأقاموا.