بماء منهمر : منصبٍّ بشدة وغزارة .
11- { فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ } .
لقد انصبّ عليهم ماء السحاب وابلا منهمرا ، بشدّة وغزارة ، وقد كانوا في شوق إلى المطر لمدة طويلة ، فكان المطر الشديد الوابل المتتابع ، سببا في عذابهم فقد نزل بكثرة فائقة من السماء ، كما يقال في المطر الوابل : جرت ميازيب السماء ، وفتحت أبواب القرب ، كناية عن كثرة انصباب الماء من السماء .
" ففتحنا أبواب السماء " أي فأجبنا دعاءه وأمرناه باتخاذ السفينة وفتحنا أبواب السماء " بماء منهمر " أي كثير . قاله السدي . قال الشاعر :
أعينيّ جودا بالدموع الهَوَامِرِ *** على خير بادٍ من مَعَدٍّ وحاضرِ
وقيل : إنه المنصب المتدفق ، ومنه قول امرئ القيس يصف غيثا :
راحَ تَمْرِيهِ الصَّبا ثم انتَحَى *** فيه شُؤْبُوبُ جنوبٍ منهمر{[14460]}
الهَمْر الصب ، وقد همر الماء والدمع يهمر همرا . وهمر أيضا إذا أكثر . الكلام وأسرع . وهمر له من ماله أي أعطاه . قال ابن عباس : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر{[14461]} من غير سحاب لم يقلع أربعين يوما . وقرأ ابن عامر ويعقوب : " ففتحنا " مشددة على التكثير . الباقون " ففتحنا " مخففا . ثم قيل ، : إنه فتح رِتَاجها وسعة مسالكها . وقيل : إنه المجرة وهي شرج السماء ومنها فتحت بماء منهمر ، قاله علي رضي الله عنه .
قوله : { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } استجاب الله دعاء نوح – عليه السلام- وأمره ربه أن يصنع السفينة لينجو على متنها هو والذين آمنوا معه وهم قلة . ثم أمر الله السماء أن تمطر ، فنزل منها الماء غزيرا منسكبا . فانهمر ، أي نزل منسكبا دفاقا . والمنهمر ، المتصبب . والهمرة ، الدفعة من المطر . وانهمر الماء أي انسكب وسال{[4400]} .