وقوله تعالى : { وجمع الشمس والقمر } غلب عليه التذكير على التأنيث وقيل ذلك لأن تأنيث الشمس غير حقيقي ، وقيل المراد بين الشمس والقمر ، وكذلك قرأ ابن أبي عبلة . واختلف المتأولون في معنى الجمع بينهما فقال عطاء بن يسار : يجمعان فيقذفان في النار ، وقيل في البحر ، فتصير نار الله العظمى ، وقيل يجمع الضواءن فيذهب بهما .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"وجُمِعَ الشّمْسُ والقَمَرُ "يقول تعالى ذكره: وجمع بين الشمس والقمر في ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد منهما، وهي في قراءة عبد الله فيما ذُكر لي: «وجُمِعَ بَينَ الشّمْسِ والقَمَرِ» وقيل: إنهما يجمعان ثم يكوّران، كما قال جلّ ثناؤه: "إذا الشّمْسُ كُوّرَتْ" وإنما قيل: "وجُمِعَ الشّمْسُ والقَمَرُ" لما ذكرت من أن معناه جمع بينهما.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
(أحدها) أنه تعالى قال: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر} فإذا جاء وقت القيامة أدرك كل واحد منهما صاحبه واجتمعا.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ومن ثم كان الجواب على التهكم بيوم القيامة واستبعاد موعدها، سريعا خاطفا حاسما، ليس فيه تريث ولا إبطاء حتى في إيقاع النظم، وجرس الألفاظ. وكان مشهدا من مشاهد القيامة تشترك فيه الحواس والمشاعر الإنسانية، والمشاهد الكونية:
(فإذا برق البصر. وخسف القمر، وجمع الشمس والقمر. يقول الإنسان يومئذ أين المفر؟).
فالبصر يخطف ويتقلب سريعا سريعا تقلب البرق وخطفه. والقمر يخسف ويطمس نوره. والشمس تقترن بالقمر بعد افتراق. ويختل نظامهما الفلكي المعهود، حيث ينفرط ذلك النظام الكوني الدقيق..
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
في فضاءٍ واحدٍ، بعد أن كانا منفصلين، واختلّ نظامهما المعهود، وانتهى النظام الكوني في توازن الزمن على خط الليل والنهار، عند ذلك يحيط الذعر بهذا الإنسان من كل جانب، فهو يواجه الان وضعاً صعباً من أكثر الأوضاع خطورةً، لأنه لا يفهم شيئاً مما يراه أو يحيط به، ولذا كان السؤال الصعب الذي يلحّ على وجدانه، في عملية هروب من هذا الواقع، في ما يشبه الصراخ المذعور.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.