ثم وصف - سبحانه - ذاته بصفة ثالثة فقال : { والذي خَلَقَ الأزواج كُلَّهَا } أى : خلق أصناف وأنواع المخلوقات كلها . فالمراد بالأزواج هنا : الأصناف المختلفة من الذكر والأنثى . ومن غير ذلك من أنواع مخلوقاته التى لا تحصى .
قال - سبحانه - { سُبْحَانَ الذي خَلَق الأزواج كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأرض وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ } وقوله - تعالى - : { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ } أى : وسخر لكم بقدرته ورحمته من السفن التى تستعملونها فى البحر ، ومن الإِبل التى تستعملونها فى البر ، ما تركبونه وتحملون عليه أثقالكم ، وتنتقلون بواسطة من مكان إلى آخر .
فما فى قوله { مَا تَرْكَبُونَ } موصولة ، والعائد محذوف والجملة مفعول { جَعَلَ } وقوله : { مِّنَ الفلك والأنعام } بيان له مقدم عليه . أى : وجعل لكم ما تركبونه من الفلك والأنعام .
ثم بين - سبحانه - الحكمة من هذا التذليل والتسخير للفلك والأنعام فقال : { لِتَسْتَوُواْ على ظُهُورِهِ }
ثم قال : { وَالَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا } أي : مما تنبت الأرض من سائر الأصناف ، من نبات وزروع وثمار وأزاهير ، وغير ذلك [ أي ] {[25993]} من الحيوانات على اختلاف أجناسها وأصنافها ، { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ } أي : السفن { وَالأنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } أي : ذللها لكم وسخرها ويسرها لأكلكم لحومها ، وشربكم ألبانها وركوبكم ظهورها ؛ ولهذا قال : { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ } {[25994]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.