{ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا } أي الضروب والأنواع كالحلو والحامض والأبيض والأسود ، قال سعيد بن جبير الأصناف كلها وقال الحسن الأزواج الشتاء والصيف ، والليل والنهار ، والسماوات والأرض والجنة والنار . وقيل أزواج الحيوان من ذكر وأنثى ، وقيل أزواج النبات كقوله :
{ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } و { مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } وقيل : ما يتقلب فيه الإنسان من خير وشر وإيمان وكفر ، ونفع وضر وفقر وغنى ، وصحة وسقم وهذا القول يعمم الأقوال ويجمعها بعمومه ، وقيل : الأول أولى ، قال بعض المحققين : كل ما سوى الله فهو زوج كالفوق والتحت ، والربيع والخريف ، واليمين واليسار ، والقدام والخلف ، والماضي والمستقبل والذوات والصفات ، وكونها أزواجا يدل على أنها ممكنة الوجود ، محدثة مسبوقة بالعدم ، فأما الحق تعالى فهو الفرد المنزه عن الضد والند والمقابل والمعاضد .
{ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ } السفن { وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } أي ما تركبونه في البحر والبر وأريد بالأنعام هنا ما يركب من الحيوان ، وهو الإبل والخيل والبغال والحمير ، وقرينة هذا قوله في سورة النحل { وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا } فحينئذ في الأنعام هنا تغليب إذ الأنعام هي الإبل والبقر والغنم وقال الشوكاني : المراد بالأنعام ههنا الإبل خاصة ، وقيل : الإبل والبقر والأول أولى انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.