المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ} (11)

11 - ففتحنا أبواب السماء بماء منصب كثير متتابع ، وشققنا الأرض عيوناً متفجرة بالماء . فالتقى ماء السماء وماء الأرض على إهلاكهم الذي قدَّره الله تعالى .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ} (11)

ولقد كانت نتيجة هذا الدعاء ، الإجابة السريعة ، كما يشعر بذلك التعبير بالفاء فى قوله - تعالى - بعد ذلك : { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السمآء بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } .

أى : فأجبنا لنوح دعاءه ، ففتحنا أبوبا السماء بماء كثير منهمر ، أى : منصب على الأرض بقوة وبكثرة وتتابع . يقال : همر فلان الماء يهمر - بكسر الميم وضمها - إذا صبه بكثرة . وقراءة الجمهور { فَفَتَحْنَآ } بتخفيف التاء ، وقرأ ابن عامر بتشديدها على المبالغة .

قال الجمل : والمراد من الفتح والأبواب والسماء : حقائقها فإن للسماء أبوابا تفتح وتغلق . والباء فى قوله : { بِمَاءٍ } للتعدية على المبالغة ، حيث جعل الماء كالآلة التى يفتح بها ، كما تقول : فتحت بالمفتاح .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السّمَآءِ بِمَاءٍ مّنْهَمِرٍ * وَفَجّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَىَ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } .

يقول تعالى ذكره : فَفَتَحْنا لما دعانا نوح مستغيثا بنا على قومه أبْوَابَ السّماءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وهو المندفق ، كما قال امرؤ القيس في صفة غيث :

رَاحَ تَمْرِيه الصّبا ثُمّ انْتَحَى *** فِيهِ شُؤْبُوبُ جنوبٍ مُنْهَمِرْ

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ قال : ينصبّ انصبابا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ} (11)

وقرأ جمهور القراء : «ففتَحنا » بتخفيف التاء . وقرأ ابن عامر وأبو جعفر والأعرج : «ففتّحنا » بشدها على المبالغة ورجحها أبو حاتم لقوله تعالى : { مفتحة لهم الأبواب }{[10765]} [ ص : 50 ] ، قال النقاش : يعني بالأبواب المجرة وهي شرج السماء كشرج العيبة{[10766]} ، وقال قوم من أهل التأويل : الأبواب حقيقة فتحت في السماء أبواب جرى منها الماء . وقال جمهور المفسرين : بل هو مجاز وتشبيه ، لأن المطر كثر كأنه من أبواب . والمنهمر الشديد الوقوع الغزير . قال امرؤ القيس : [ الرمل ]

راح تمْريه الصبا ثم انتحى . . . فيه شؤبوب جنوب منهمر{[10767]} .


[10765]:من الآية(50) من سورة (ص).
[10766]:العيبة وعاء من جلد ونحوه يكون فيه المتاع، وهو ما يسمى "الحقيبة"، وشرج العيبة: عُروتها، فإذا أدخلت عُراها بعضها في بعض قيل: شرجتها، والمراد الفتحات التي تكون في الحقيبة إذا تركت عُراها بدون إحكام بإدخال بعضها في بعض فإن هذه الفتحات تكون كالأبواب، تصوروا للسماء فتحات مثل فتحات التي تكون في الحقيبة.
[10767]:هذا بيت من ثمانية أبيات قالها امرؤ القيس في صوف الغيث، وقيل عنها في الديوان:"هذا أشعر ما جاء في وصفه"، ورواية الديوان:"منفجر" بدلا من "مُنهمر"، وعلى هذا فلا شاهد فيه، ويكون الشاهد في البيت السابق كما جاء في الديوان وهو: ساعة ثم انتحاها وابل ساقط الأكناف واه منهمر ومعنى "راح": عاد السحاب بالمطر آخر النهار، وتمريه: تستدره، وأصله من مري الضرع، وهو مسحه باليد حتى يدر اللبن، وكذلك السحاب حين تضربه ريح الصبا الباردة يتجمع ويتكاثف فيسقط مطرا، فكأن ريح الصَّبا الباردة يتجمع ويتكاثف فيسقط مطرا، فكأن ريح الصبا مرته لينزل منه الماء، ثم جاءت الجنوب مُحملة بالأمطار من بحر الهند فأضافت إلى هذا السحاب ومطره شؤبوبا آخر يتفجر وينزل بكثرة وشدة. وقد خص ريح الصبا لأنهم يمطرون بها، وذكر ريح الجنوب لأن مطرها يكون غزيرا متدفقا.