تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ} (21)

ثم قال :{ مطاع ثم } يعني هنالك في السماوات ، كقوله :{ وأزلفنا } يعني قربنا { ثم } يعني هنالك ، وكقوله :{ وإذا رأيت ثم } [ الإنسان :20 ] يعنى هنالك ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به إلى السماوات رأى إبراهيم صلى الله عليه وسلم وموسى ، عليهما السلام ، فصافحوه وأداره جبريل على الملائكة في السماوات فاستبشروا به ، وصافحوه ، ورأى مالكا خازن النار ، فلم يكلمه ولم يسلم عليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ، عليه السلام :" من هذا" ؟ قال : هذا مالك خازن جهنم لم يتكلم قط ، وهؤلاء النفر معه ، فخزنة جهنم نزعت منهم الرأفة والرحمة ، وألقى عليهم العبوس ، والغضب على أهل جهنم ، أما إنهم لو كلموا أحدا منذ خلقوا لكلموك لكرامتك على الله عز وجل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" قل له ، فليكشف عن باب منها" ، فكشف عن مثل منخر الثور منها ، فتخلخلت فجاءت بأمر عظيم ، حسبت أنها الساعة حتى أهيل منها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لجبريل :" مره فليردها : ، فأمره جبريل ، صلى الله عليه ، فأطاعه مالك ، عليه السلام ، فردها ، فذلك قوله :{ مطاع ثم أمين } آية يسمى أمينا لما استودعه عز وجل من أمره في خلقه .