فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ} (21)

ومعنى قوله { مطاع } أنه مطاع بين الملائكة يرجعون إليه ويطيعونه ومن طاعتهم له أنهم فتحوا أبواب السموات ليلة المعراج بقوله لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفتح خزنة الجنة أبوابها بقوله .

قال الحسن فرض الله على أهل السموات طاعة جبريل كما فرض على أهل الأرض طاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم { ثم أمين } قرأ الجمهور بفتح ثم على أنها ظرف مكان للبعيد ، والعامل فيه مطاعا أو ما بعد ، والمعنى أنه مطاع في السموات أو أمين فيها أي مؤتمن على الوحي وغيره .

وقرئ بضمها على أنها عاطفة وكأن العطف بها للتراخي في الرتبة لأن ما بعدها أعظم مما قبلها ومن قال أن المراد بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم فالمعنى أنه ذو قوة على تبليغ الرسالة إلى الأمة ، مطاع يطيعه من أطاع الله ، أمين على الوحي .