البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ} (21)

وقرأ أبو جعفر وأبو حيوة وأبو البرهشيم وابن مقسم : ثم ، بضم الثاء : حرف عطف ، والجمهور : { ثم } بفتحها ، ظرف مكان للبعيد .

وقال الزمخشري : وقرىء ثم تعظيماً للأمانة وبياناً لأنها أفضل صفاته المعدودة . انتهى .

وقال صاحب اللوامح : بمعنى مطاع وأمين ، وإنما صارت ثم بمعنى الواو بعد أن مواضعتها للمهلة والتراخي عطفاً ، وذلك لأن جبريل عليه السلام كان بالصفتين معاً في حال واحدة ، فلو ذهب ذاهب إلى الترتيب والمهلة في هذا العطف بمعنى مطاع في الملأ الأعلى ، { ثم أمين } عند انفصاله عنهم ، حال وحيه على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لجاز أن لو ورد به أثر انتهى .

{ أمين } : مقبول القول يصدق فيما يقوله ، مؤتمن على ما يرسل به من وحي وامتثال أمر .