غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَۚ فَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَمِنۡ هَـٰٓؤُلَآءِ مَن يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلۡكَٰفِرُونَ} (47)

42

ثم ذكر دليلاً قياسياً فقال { وكذلك } يعني كما أنزلنا على من تقدمك أنزلنا عليك وقال جار الله : هو تحقيق لقوله { آمنا بالذي أنزل إلينا } أي ومثل ذلك الإنزال أنزلناه مصدقاً لسائر الكتب السماوية . { فالذين آتيناهم الكتاب } هم عبد الله بن سلام وأضرابه { ومن هؤلاء } أي من أهل مكة أو الأولون هم الأقدمون من أهل الكتاب ، والآخرون هم المعاصرون منهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقيل : الأولون هم الأنبياء لأن كلهم آمنوا بكلهم ومن هؤلاء هم أهل الكتاب { وما يجحد بآياتنا } مع وضوحها إلا المصرون على الكفر المتوغلون فيه نحو كعب الأشرف وأصحابه . واعلم أن المجادل إذا ذكر مسألة خلافية كقوله : الزكاة تجب في مال الصغير . فإذا قيل له : لم ؟ قال : كما تجب النفقة في ماله ولا يذكر الجامع بينهما . فإن فهم الجامع من نفسه فذاك ، وإلا قيل له : لأن كليهما مال فضل عن الحاجة . فالله سبحانه ذكر أولاً التمسك بقوله { وكذلك أنزلنا } .

/خ69