مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{إِلَّا مَوۡتَتَنَا ٱلۡأُولَىٰ وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ} (59)

إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } الفاء للعطف على محذوف تقديره أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين ولا معذبين ، والمعنى أن هذه حال المؤمنين وهو أن لا يذوقوا إلا الموتة الأولى بخلاف الكفار فإنهم فيما يتمنون فيه الموت كل ساعة . وقيل لحكيم : ما شر من الموت ؟ قال : الذي يتمنى فيه الموت . وهذا قول يقوله المؤمن تحدثاً بنعمة الله يسمع من قرينه ليكون توبيخاً له وزيادة تعذيب . و { موتتنا } نصب على المصدر والاستثناء متصل تقديره ولا نموت إلا مرة ، أو منقطع وتقديره لكن الموتة الأولى قد كانت في الدنيا .