محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (115)

وقوله تعالى :

[ 115 ] { واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين 115 } .

{ واصبر } أي على مشاق ما أمرت به من التبليغ ، أو على ما يقولون ، أو على الصلاة كقوله{[4895]} : { واصطبر عليها } ولا مانع من شموله للكل .

{ فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } أي في أعمالهم فيوفيهم أجورهم من غير بخس . قال أبو السعود : وإنما عبر عن ذلك بنفي الإضاعة ، لبيان كمال نزاهته تعالى عن ذلك ، بتصويره بصورة ما يمتنع صدوره عنه سبحانه ، وإبراز الإثابة في معرض الأمور الواجبة ، مع الإيماء إلى أن الصبر على ما ذكر من باب الإحسان . انتهى .

وأشار الشهاب في ( العناية ) هنا إلى لطيفة من البلاغة القرآنية ، وهو أن الأوامر بأفعال الخير أفردت للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كانت عامة في المعنى ، وفي المنهيات جمعت للأمة .


[4895]:[20 / طه / 132].