تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (115)

وقوله تعالى : ( وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ظاهر ما ذكر من الكلام أن يقول : فإن الله لا يضيع أجر الصابرين لأنه ذكر الصبر بقوله : ( واصبر ) .

لكن يحتمل قوله الصبر من الشرور كلها ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) بل يجزيهم جزاء حسناتهم . أو يقول : ( واصبر ) على أداء ما كلفت من الطاعات أو تبليغ ما كلفت [ من ][ ساقطة من الأصل وم ] التبليغ إليهم .

ويحتمل وجها آخر : ( واصبر ) على أذاهم ، ولا تكافئهم [ فقد أحسنت إليهم ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ويصله بقوله : ( إن الحسنات ) والله أعلم .

قال أبو عوسجة : قوله : ( وزلفا من اليل ) ساعات من الليل ، وقال : الزلف القربة ، والزلفة القربة كقوله تعالى ][ من م ، ساقطة من الأصل ] : ( وإن له عندنا لزلفى )[ ص : 25و40 ] أي القربى[ في الأصل وم : القربة ] .

وقال أبو عبيدة : الزلف [ مفردها ][ ساقطة من الأصل وم ] زلفة ، وهي الساعة ، وهي المنزلة .