البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (115)

ثم أمر تعالى بالصبر على التبليغ والمكاره في ذات الله بعدما تقدم من الأوامر والنواهي ، ومنبهاً على محل الصبر ، إذ لا يتم شيء مما وقع الأمر به والنهي عنه إلا به ، وأتى بعام وهو قوله : أجر المحسنين ، ليندرج فيه كل من أحسن بسائر خصال الإحسان مما يحتاج إلى الصبر فيه ، وما قد لا يحتاج كطبع من خلق كريماً ، فلا يتكلف الإحسان إذ هو مركوز في طبعه .

وقال ابن عباس : المحسنون هم المصلون ، كأنه نظر إلى سياق الكلام .

وقال مقاتل : هم المخلصون ، وقال أبو سليمان : المحسنون في أعمالهم .