محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} (8)

/ [ 8 ] { وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد 8 } .

{ وقال موسى } أي : لقومه { إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد } أي : غني عن شكر عباده ، المحمود بأجلّ المحامد . وإن كفره من كفره ، وهو تعليل لما حذف من جواب ( إن ) أي : إن تكفروا لم يرجع وباله إلا عليكم . فإن الله لغني عن شكر الشاكرين .

وفي ( صحيح مسلم ) {[5127]} عن أبي ذر ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ، أنه قال : " يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر " ، فسبحانه من غني حميد .


[5127]:أخرجه مسلم في: 45- كتاب البر والصلة والآداب، 15- باب تحريم الظلم، حديث رقم (55) (طبعتنا) من حديث طويل عظيم جدا فاقرأه.