تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} (8)

الآية 8 : ألا ترى أنه قال : { إن تكفروا أنتم ومن في الأرض فإن الله لغني حميد } أي غني [ بذاته ، ليس يأمر ما يأمر لحاجة نفسه أو{[9441]} لمنفعة له ، ولكن ما امتحنكم إنما امتحنكم لحاجة أنفسكم ولمنفعة أبدانكم ؟

وقال بعضهم : قوله : { إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد } [ أي غني ]{[9442]} عن عبادة خلقه ، وهو ما ذكرنا أنه ليس يأمرهم في ما يأمر لمنفعة نفسه أو لحاجة نفسه ، ولكن لمنافع ، تحصل للخلق ولحوائج ، تبدو لهم .

وكذلك النهي عما ينهى ، ليس ينهى لخوف مضرة ، تلحقه ، ولكن للضرر ، يلحقهم ، ولآفة تتوجه إليهم .

يخبر عز وجل عن غناه عما يأمر خلقه في طاعته وعبادته وتوجيه الشكر إليه . والحميد هو الذي لا يلحقه الذم في فعله .

يقول ، والله أعلم : إنهم ، وإن كفروا ، وكان علم منهم أنهم يكفرون ، فعلمه بذلك لا يجعله في إنشائهم مذموما ، والله أعلم .


[9441]:في الأصل : لا
[9442]:ساقطة من م.