محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (18)

{ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } أي تشاءمنا بكم . فكان إذا حدث في البلد ما يسيء من حريق أو بلاء ، نسبوه إليهم . وذلك أنهم كرهوا دينهم ونفرت منه نفوسهم . وعادة الجهال أن يتيمنوا بكل شيء مالوا إليه واشتهوه ، وآثروه وقبلته طباعهم . ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه . فإن أصابهم نعمة أو بلاء قالوا ببركة هذا وبشؤم هذا . كما حكى الله عن القبط{[6321]} { وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه } وعن مشركي مكة{[6322]} { وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } أفاده الزمحشري { لئن لم تنتهوا } أي عن دعوتكم إلى التوحيد { لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } .


[6321]:[7/ الأعراف/131].
[6322]:[4/النساء/78].