قوله : { قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } { تَطَيَّرْنَا } من الطيرة . وهي ما يُتشاءم به من الفأل الرديء{[3890]} وأصل التطير التفاؤل بالطير البارح والسانح ثم عم . فقد قال هؤلاء المشركون الضالون لرسلهم لما جاءوهم بدعوة التوحيد : تشاءمنا بكم ، جريا على عادة الجاهلين والسفهاء ؛ إذ يتيمنون ( من اليُمن ) بكل شيء قبلته طباعهم ومالت إليه نفوسهم ، ويتشاءمون بما لا يوافق أهواءهم وشهواتهم وإن كان مستتبعا للخير فيما بعد . فكانوا بذلك إذا أصابهم بلاء أو نقمة قالوا : هذا بشؤم كذا . وإن أصابهم خير ونعمة ، قالوا هذا ببركة كذا . وذلك هو ديدن المغفّلين الواهمين من أهل الضلال في كل زمان إذ يركنون إلى التطير ، ويغفلون عن حقيقة القدر المسطور في علم الله ، وأنه ما من شيء قلَّ أو كثر ، صغر أو كبر إلا وهو مقدور مسطور في كتاب الله{[3891]}
قوله : { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ } قالوا لهم متوعدين : لئن لم تكفوا عن مقالتكم وعن دينكم الذي جئتمونا به لنقتلنكم أو لنشتمنكم أو لنطردنكم . والرجم في اللغة معناه القتل والقذف والظن والغيب واللعن والشتم والطرد والرمي بالحجارة فقد هددوهم بقتلهم رجما بالحجارة أو بضربهم بها ، أو بطردهم وشتمهم أو غير ذلك من احتمالات الرجم .
قوله : { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أرادوا بالعذاب الأليم التحريق في النار وهو أشد العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.