«وَمَا عَلَيْنَا إلاَّ البَلاَغُ المُبِينُ » ، وذلك تسلية لأنفسهم أي نحن خرجنا عن عُهْدَةِ ما علينا وهو البَلاَغ{[45845]} . وقوله «المبين » أي المبين الحق عن الباطل وهو الفارق بالمعجزة والبُرهان{[45846]} ؛ إذ البلاغ المظهر لما أرسلنا إلى الكل أي لا يكفي أن يبلغ الرسالة إلى شخص أو شخصين . أو المظهر للحق بكل ما يمكن فإذا لم يقبلوا الحق فهنالك الهلاك فما كان جوابهم بعد ذلك إلا قولهم : «إنا تَطَيَّرْنا بِكُمْ » أي تَشَاءمنا بكُمْ وذلك أن المطر حُبِسَ عنهم فقالوا أصابنا هذا بشؤمِكُمْ «لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمنَّكُمْ » لنقتلنّكم{[45847]} . قاله قتادة .
وقيل : لنشتمنّكم{[45848]} . «وليمسنكم منا عذاب أليم » فإن فسرنا الرجم بالحجارة فيكون قولهم : «وليمسنكم منا عَذَابٌ أَلِيمٌ » كأنهم قالوا : لا نكتفي برجمكم بحجر أو حجرين بل نديم ذلك عليكم إلى الموت وهو العذاب الأليم أو يكون المراد : ولَيَمسَّنَّكُمْ بسبب الرجم منَّا عذاب أليم أي مُؤْلِم .
وإن قلنا : الرجم الشتم فكأنهم قالوا ولا يكفينا الشتم بل شتم يؤدي إلى الضرب والإيلام الحِسِّيِّ . وإذا فسرنا «أليم » بمعنى مؤلم فالفَعِيلُ{[45849]} بمعنى مُفْعِل قليلٌ{[45850]} .
ويحتمل أن يقال : هو من باب قوله : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] أي ذاتِ رِضَا أي{[45851]} عذابٌ ذُو ألَمٍ{[45852]} ، فيكون فعيل بمعنى فَاعِلٍ وهو كثيرٌ{[45853]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.