إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (18)

{ قَالُواْ } لمَّا ضاقتْ عليهم الحِيلُ وعيتْ بهم العللُ { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } تشاءمنا بكم جرياً على دَيْدنِ الجَهَلةِ حيث كانُوا يتيَّمنون بكلِّ ما يُوافق شهواتِهم وإن كان مستجلباً لكلِّ شرَ ووبال ويتشاءُمون بما لا يُوافقها وإنْ كان مستتبعاً لسعادةِ الدَّارينِ أو بناء على أنَّ الدَّعوةَ لا تخلُو عن الوعيدِ بما يكرهونَه من إصابة ضُرَ ومتعلِّقٍ بأنفسهم وأهليهم وأموالِهم إنْ لم يُؤمنوا فكانوا ينفرون عنه . وقد رُوي أنَّه حُبس عنهم القطرُ فقالوه : { لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ } أي عن مقالتِكم هذه { لَنَرْجُمَنَّكُمْ } بالحجارةِ { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } لا يُقادرُ قَدرُه