محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ} (49)

{ إنا كل شيء خلقناه بقدر 49 } .

{ إنا كل شيء خلقناه بقدر } أي بمقدار استوفى فيه مقتضى الحكمة ، وترتب الأسباب على مسبباتها . ومنه خلق دار العذاب ، لما كسبت الأيدي ، وإذاقة ألمها جزاء الزيغ عن الهدى . وهذه الآية كآية {[6870]} { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } ، وآية {[6871]} { سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى } أي قدر قدرا ، وهدى الخلائق إليه . ولا مانع أن تكون هذه الآية وما بعدها إلفاتا لعظمته تعالى ، وكبير قدرته ، وأن من كانت له تلك النعوت المثلى لجدير أن يُعبد وحده ، ويُرهب بأسه ، ويُتَّقى بطشه ، لا سيما وقد صدع الداعي بإنذاره ، ومن أنذر فقد أعذر .


[6870]:[25/ الفرقان/ 2].
[6871]:[87/ الأعلى/ 1-3].