محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ} (10)

{ والسابقون السابقون } أي الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة ، بعد ظهور الحق وأوذوا لأجله وصبروا على ما أصابهم وكانوا الدعاة إليه .

فإن قيل لم خولف بين المذكورين في السابقين وفي أصحاب اليمين مع أن كل واحد منهما إنما أريد به التعظيم المؤدى بقوله { السابقون } أبلغ من قرينه وذلك أن مؤدى هذا أن أمر السابقين وعظمة شأنه ما لا يكاد يخفى ، وإنما تحير فهم السامع فيه مشهور ، وأما المذكور في قوله { وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } فإنه تعظيم على السامع بما ليس عنده منه علم سابق . ألا ترى كيف سبق بسط حال السابقين بقوله { أولئك المقربون } فجمع بين اسم الإشارة المشار إليه به على معروف ، وبين الإخبار عنه بقوله { المقربون } معرفا بالألف واللام العهدية ؟ وليس مثل هذا مذكورا في بسط حال أصحاب اليمين فإنه مصدر بقوله { في سدر مخضود } أفاده الناصر .

و { السابقون } الثاني إما خبر أي الذين عرفت حالهم واشتهرت أوصافهم على حد ( وشعري شعري ) أو تأكيد والخبر قوله : { أولئك المقربون }