تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

ففِروا الى الله : التَجِئوا اليه ، واعتصموا به .

ولذلك ينصحنا الله تعالى أن نلجأ إليه ، ونسارعَ إلى طاعته .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

شرح الكلمات :

{ ففروا إلى الله } : أي إلى التوبة بطاعته وعدم معصيته .

{ إني لكم منه نذير مبين } : أي إني وأنا رسول الله إليكم منه تعالى نذير مبين بين النذارة أي أخوفكم عذابه .

المعنى :

وقوله تعالى { ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } أي بعد أن تبين لكم أيها الناس أنه لا إله غير الله ففروا إليه تعالى إي بالإِيمان به وبطاعته وبفعل فرائضه وترك نواهيه اهربوا إلى الله يا عباد الله بالإِسلام إليه والانقياد لطاعته إني لكم منه تعالى نذير من عقاب شديد ، ونذارتي بينة لا شك فيها .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

قوله تعالى : { ففروا إلى الله } فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه ، بالإيمان والطاعة . قال ابن عباس : فروا منه إليه واعملوا بطاعته . وقال سهل بن عبد الله : فروا مما سوى الله إلى الله . { إني لكم منه نذير مبين* }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

{ ففروا } من عذاب الله الى طاعته

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

قوله تعالى : " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين " لما تقدم ما جرى من تكذيب أممهم لأنبيائهم وإهلاكهم ؛ لذلك قال الله تعالى : لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم يا محمد ، أي قل لقومك : " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين " أي فروا من معاصيه إلى طاعته . وقال ابن عباس : فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم . وعنه فروا منه إليه واعملوا بطاعته . وقال محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان : " ففروا إلى الله " اخرجوا إلى مكة . وقال الحسين بن الفضل : احترزوا من كل شيء دون الله فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه . وقال أبو بكر الوراق : فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن . وقال الجنيد : الشيطان داع إلى الباطل ففروا إلى الله يمنعكم منه . وقال ذو النون المصري : ففروا من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الشكر . وقال عمرو بن عثمان : فروا من أنفسكم إلى ربكم . وقال أيضا : فروا إلى ما سبق لكم من الله ولا تعتمدوا على حركاتكم . وقال سهل بن عبدالله : فروا مما سوى الله إلى الله . " إني لكم منه نذير مبين " أي أنذركم عقابه على الكفر والمعصية .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

{ ففروا إلى الله } أمر بالرجوع إليه بالتوبة والطاعة وفي اللفظ تحذير وترهيب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

ولما كان كل شيء مما سواه لا بد له من ضد يضاده أو قرين يسد مسده ، وأما سبحانه فلا مثل له لأنه لو كان له مثل لنازعه ، فلم يقدر على كل ما يريد{ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }[ الأنبياء : 22 ] وثبت{[61439]} أنه أهلك القرون الأولى بمخالفة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فثبت أن وراء المكلفين عذاباً يحق لهم الفرار منه ، وثبت أن كل شيء غيره محتاج إلى زوجه يثبت حاجة الكل إليه ، وأنه لا كفاية عند شيء في كل ما يرام منه ، {[61440]}وجب أن لا يفزع إلا إلى الواحد الغني فسبب عن ذلك قوله : { ففروا } أي أقبلوا وألجؤوا . ولما درب عباده في هذه السورة بصفة الربوبية كثيراً ، فتأهلوا إلى النفوذ في الغيب ، وكانت العبادة لا تكون خالصة إلا إن علقت بالذات لا لشيء آخر ، ذكر اسم الذات فقال : { إلى الله } أي إلى الذي لا مسمى له من مكافىء ، وله الكمال كله ، فهو في غاية العلو ، فلا يقر ويسكن أحد إلى محتاج مثله فإن المحتاج لا غنى عنده ، ولا يقر سبحانه .

إلا من تجرد عن حضيض عوائقه الجسمية إلى أوج صفاته الروحانية ، وذلك من وعيده{[61441]} إلى وعده اللذين دل عليهما بالزوجين ، فتنقل السياق بالتحذير والاستعطاف والاستدعاء ، فهو من باب " لا ملجأ منك إلا إليك أعوذ بك منك " واستمر إلى آخر السورة في ذكره إشارة إلى علي أمره ، ثم علل بقوله مؤكداً لما لهم من الإنكار : { إني لكم منه } أي لا من غيره { نذير } أي من أن يفر أحد إلى غيره فإنه لا يحصل له قصده .

ولما أقام الدليل العقلي الظاهر جداً بما يعلمه أحد في نفسه على ما قاله في هذا الكلام الوحيد قال : { مبين * } ففرار العامة من الجهل إلى العلم عقداً وسعياً ، ومن الكسل إلى التشمير حذراً وحزماً ، ومن الضيق إلى السعة ثقة ورجاء ، وفرار الخاصة من الخير إلى الشهود ، ومن الرسوم إلى الأصول ، ومن الحظوظ إلى التجريد ، وفرار خاصة الخاصة مما دون الحق إلى الحق إشهاداً في شهود جلاله واستغراقاً في وحدانيته ، قال القشيري : ومن صح فراره إلى الله صح فراره مع الله - انتهى . وهو بكمال المتابعة ليس غيره ، ومن فهم منه اتحاداً بصفة أو ذات فقد ما حد طريق القوم فعليه لعنة الله .

* { كَذَلِكَ مَآ أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ } * { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }


[61439]:في الأصل: يثبت.
[61440]:ومن هنا استأنفت نسخة من مد مع بعض الطمس.
[61441]:من مد، وفي الأصل: وعبد.