البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

{ ففروا إلى الله } : أمر بالدخول في الإيمان وطاعة الله ، وجعل الأمر بذلك بلفظ الفرار ، لينبه على أن وراء الناس عقاب وعذاب .

وأمر حقه أن يفر منه ، فجمعت لفظة ففروا بين التحذير والاستدعاء .

وينظر إلى هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك » ، قاله ابن عطية ، وهو تفسير حسن .

وقال الزمخشري : إلى طاعته وثوابه من معصيته وعقابه ، ووحدوه ولا تشركوا به شيئاً .