فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

{ ففروا إلى الله } أي قل لهم يا محمد : إذا كان الأمر كذلك ففروا واهربوا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم عن الكفر والمعاصي ، أي إلى ثوابه من عقابه ، بأن تطيعوه ولا تعصوه ؛ وقيل : المعنى اخرجوا من مكة ، وقال الحسن ابن الفضل : احترزوا عن كل شيء غير الله ، فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه ، وقيل : فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن ؛ وقيل : فروا من الجهل إلى العلم .

والمعاني متقاربة أي إذا علمتم أن الله تعالى فرد لا نظير له ففروا إليه ، ووحدوه ولا تشركوا به شيئا { إني لكم منه } أي : من الله أي من جهته { نذير } منذر { مبين } بين الإنذار ، والجملة تعليل للأمر بالفرار .