فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

{ فَفِرُّواْ إِلَى الله إِنّي لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي قل لهم يا محمد : ففرّوا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم عن الكفر والمعاصي ، وجملة : { إِنّي لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } تعليل للأمر بالفرار ، وقيل : معنى { فَفِرُّواْ إِلَى الله } اخرجوا من مكة . وقال الحسين بن الفضل : احترزوا من كل شيء غير الله ، فمن فرّ إلى غيره لم يمتنع منه . وقيل : فرّوا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن ، وقيل : فرّوا من الجهل إلى العلم ، ومعنى : { إِنّي لَكُمْ مّنْهُ } أي من جهته منذر بين الإنذار .

/خ60