الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (50)

{ فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ } أي : فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان ومجانبة العصيان .

قال ابن عباس : فرّوا منه إليه ، واعملوا بطاعته ، وقال أبو بكر الورّاق : فرّوا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرَّحْمن ، وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن يوسف قال : حدّثنا محمد بن حمدان بن سفيان ، قال : حدّثنا محمد بن زياد قال : حدّثنا يعقوب بن القاسم ، قال : حدّثنا محمد بن معز عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان في قوله سبحانه { فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ } قال : اخرجوا إلى مكة . الحسين بن الفضل : احترزوا من كل شيء دونه ، فمن فرّ إلى غيره لم يمتنع منه .

قال الجنيد : الشيطان داع إلى الباطل ، ففرّوا إلى الله يمنعكم منه . ذو النون : ففرّوا من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الشكر . عمرو بن عثمان : فرّوا من أنفسكم إلى ربّكم . الواسطي : فرّوا إلى ما سبق لكم من الله ولا تعتمدوا على حركاتكم . سهل بن عبد الله : فرّوا مما سوى الله إلى الله . { إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِين } . { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } .