تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{۞فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (32)

مثوى : مقاما والفعل ثوى بالمكان أقام .

ليس هناك أظلم ممن كذب على الله فنسب إليه ما ليس فيه ، وأنكر الحق حين جاءه على لسان الرسُل ، فمثلُ هؤلاء الناس ستكون إقامتهم في جهنم ، كما قال تعالى : { فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{۞فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (32)

شرح الكلمات :

{ ومن أظلم ممن كذب على الله ؟ } : أي بأن نسب إليه ما هو برئ منه كالزواج والولد والشريك .

{ وكذب بالصدق إذ جاءه } : أي بالقرآن والنبي والتوحيد والبعث والجزاء .

{ مثوى للكافرين } : أي مأوى ، ومكان إقامة ونزول .

المعنى :

يخبر تعالى عباده منذراً محذراً بأنه لا أظلم من أحد كذب على الله . فقال عنه ما لم يقل أو حرّم ولم يحرم أو أذن ولم يأذن ، أو شرع ولم يشرع ، أو كذب بالصدق وهو القرآن والنبي وما جاء به من الهدى ودين الحق أي فلا أحد أظلم ممن كان هذا حاله كذب على الله وكذب بالصدق .

وقوله تعالى : { أليس في جهنم مثوى للكافرين } ؟ هذا بيان لجزاء الكاذبين والمكذبين وهم الكافرون بسبب كذبهم على الله وتكذيبهم له فيخبر تعالى مقرراً أن جزاءهم الإِقامة الدائمة في جهنم .

الهداية :

من الهداية :

1- التنديد بالكذب على الله تعالى والتكذيب به ، وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من الدين .

2- بيان جزاء الكاذبين على الله والمكذبين بما جاء به رسول الله عن الله من الشرع والدين .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{۞فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (32)

قوله تعالى : " فمن أظلم " أي لا أحد أظلم " ممن كذب على الله " فزعم أن له ولدا وشريكا " وكذب بالصدق إذ جاءه " يعني القرآن " أليس في جهنم " استفهام تقرير " مثوى للكافرين " أي مقام للجاحدين ، وهو مشتق من ثوى بالمكان إذا أقام به يثوي ثواء وثويا مثل مضى مضاء ومضيا ، ولو كان من أثوى لكان مثوى . وهذا يدل على أن ثوى هي اللغة الفصيحة . وحكى أبو عبيد أثوى ، وأنشد قول الأعشى :

أثْوَى وقَصَّرَ ليلةً ليُزوَّدَا *** ومَضَى وأخلفَ من قُتَيْلَةَ موعدا

والأصمعي لا يعرف إلا ثوى ، ويروى البيت أثوى على الاستفهام . وأثويت غيري يتعدى ولا يتعدى .